ماهو الشرك الأصغر سؤال وجواب

ماهو الشرك الأصغر؟ يعد الإشراك بالله سبحانه وتعالى من أعظم الذنوب والآثام وذلك عندما يقوم الإنسان بإشراك إله آخر في عبادته لله عز وجل، فالشرك هو توزيع العبادة بين الله وكائن من المخلوقات بحيث يكرم الإنسان ويعظم مخلوقًا آخرًا جنبًا إلى جنب مع الله عز وجل فيصرف له التقديس والتعبد والإجلال الذي يستحقه الله وحده وحاشا لله.

ماهو الشرك الأصغر سؤال وجواب

يعتبر الشرك الأصغر واحدًا من المظاهر البارزة للشريك في الخالق العظيم وتتمثل جوهرته في قيام الإنسان بتوجيه أعماله نحو غير الله سبحانه، مثال ذلك عندما تكون نية المرء في أداء الصلاة والصيام وجميع صور العبادة لغايات أخرى غير الله سبحانه.

ومع ذلك من الضروري معرفة أن ممارسة الصلاة والصيام بهدف أن يشاع عن الشخص أنه مواظب عليهما، لا يشكل جزءًا من تعريف الشرك الأصغر ولا يعني الابتعاد عن دين الإسلام على الرغم من أن هناك علماء قد بينوا أن هذه الأفعال قد تكون مقدمات تؤدي إلى النوع الأشد خطورة من الشرك بالله ألا وهو الشرك الأكبر.

يندرج الافتخار بالأعمال ضمن إطار الشرك الخفي حيث يقوم الفرد بتوجيه أعماله وعباداته لإثارة إعجاب الناس بدلًا من البحث عن مرضاة الله عز وجل ويتمثل الجزاء عن هذا النوع من الشرك بعدم الاعتراف بتلك الأعمال الروحية التي لا تُقدم خالصةً لوجه الله الكريم.

شاهد أيضًا: الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ

ما هي أنواع الشرك الأصغر؟

في سياق حديثنا عن ماهو الشرك الأصغر كان لا بد أن نتعرف عن انواع السرك، ينظر إلى الإشراك بالخالق على أنه من أعظم الخطايا نظرًا للظلم الشديد الذي يحتويه وفي الأسطر التالية سنتحدث عن مختلف صور الإشراك الخفيف.

العمل لغير وجه الله

العمل بدون إخلاص النية لوجه الله سبحانه أو لغرض آخر غير ذلك يعتبر نوعًا من الرياء ويصنف كشكل من أشكال الشرك الأصغر على سبيل المثال قد يبدأ المسلم صلاته بنية خالصة لله تعالى ولكنه قد يبدأ بتجميل أفعاله أثناء الصلاة إذا لاحظ أن الناس يشاهدونه، فتتحول نيته من إرضاء الله إلى الحصول على استحسان الناس الذين قد يقولون إنه يؤدي الصلاة بإتقان.

هذا يعتبر شركًا أصغر لا يخرج الشخص من الإسلام ولكنه يقلل من قيمة أجر الطاعة بحسب مدى توجه الشخص في عمله لغير الله وقد يؤدي ذلك إلى بطلان العمل بالكامل إذا طغى عليه.

يشير الحديث الشريف على لسان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أنه في يوم القيامة عندما يحشر الله الخلائق ليوم لا شك فيه سينادي منادي قائلًا: أي من كان قد اشرك مع الله أحدًا في نية عمله فعليه أن يسعى لنيل مكافأته من غير الله لأن الله عز وجل هو الأكثر غنى عن الشريك في العبادة ويؤكد ذلك أنه لا يتقبل الله من الأعمال إلا ما كان مخلصاً له وحده.

التطير

من خلال مناقشة اليوم عن ماهو الشرك الأصغر يعرف التطير في الشريعة الإسلامية بأنه الإحساس بالتشاؤم والتخوف وهو من الأمور التي تقف عائقًا أمام الاعتماد الكامل على الله عز وجل مثلًا قد ينوي شخص القيام برحلة أو مشروع تجاري، وإذا ما صادف حادثًا مؤسفًا في طريقه، يميل إلى الاعتقاد بأنَّ هذا الحدث قد يكون فألًا سيئًا يؤدي إلى فشل خططه ويتوهم بأنه إن مضى قدمًا في نيته فإنه سيواجه الضرر، فتلك هي العقيدة التشاؤمية التي تقترن بالشرك.

ويذكر الحديث النبوي الذي يقول فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أعاقت الطيرة شخصًا عن متابعة ما ينوي فقد وقع في الشرك، وسائلوه: يا رسول الله ما الجبران عن ذلك؟ فأوصى قائلًا: عليكم أن تقولوا اللهم لا تيمم إلا تيممك ولا خير إلا خيرك ولا إله سواك).

التكبّر

الغرور المشار إليه هنا يشمل الاستعلاء على الأخرين وتحقيرهم والنظر إليهم بازدراء وتهكم والتعالي فوق مستواهم والشعور بالعظمة تجاههم، حيث يعتبر الشخص المغرور نفسه الأجدر والآخرون أدنى منه، وقد نقل عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قوله: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من غرور) وعندما استفسر رجل عن الأهمية متسائلًا عن حب الإنسان للظهور بمظهر جميل أجاب: إن الله جميل يحب الجمال والغرور هو رفض الحق وازدراء الناس.

سب الدهر

بعد أن تعرفنا على ماهو الشرك الأصغر كان لا بد أن نلقي نظرة على أنواع الشرك الأصغر، وسب الدهر يعتبر أحد هذه الانواع حيث قد يجدر الشخص بالعيب على أيام الدهر والأعوام محتفظًا بإيمانه في صميم قلبه بأن الخالق لهذه الأيام هو الله وحده القادر على تغييرها كيف يشاء، وأنه سبحانه هو الموجب للخير والشر.

فيردد البعض عبارات كـ  (كان يوم ميلادي مصدر شقاء لنا) أو (كان يومًا مشؤومًا حين التقيت بك) أو يمر بمحنة فيلوم اليوم الذي حدثت فيه.

إن لعن الزمان يعد شكلًا من أشكال الشرك العظيم إذ يعتقد الإنسان خطًا بأن الزمان هو المسؤول عن شؤونه والمؤثر فيه بالضر والنفع وقد أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: (لا يلعن أحد منكم الزمان فالله هو الزمان) وقد ورد أن التحذير من سب الأيام والليالي لا يعود إلى شعورها بالحزن من السب بل لأن ذلك يستتبع لعن الخالق الذي هو الله تعالى.

الاستسقاء بالنجوم

تعد اللجوء إلى النجوم طلبًا للمطر من العادات القديمة التي تتعارض مع مبدأ العبادة الموجهة لله وحده وتكمن في إسناد سقوط المطر إلى تأثير الأجرام السماوية والاعتقاد بدورها كمسببات لهطول الأمطار، ذكر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن هناك أربعة أمور استمرت في أمته من أيام الجهالة لا يتخلون عنها: التباهي بالأصول والعائلات والانتقاص من شرف الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنحيب على الموتى.

قول لولا الله وفلان

في نطاق موضوعنا عن ماهو الشرك الأصغر يشير المثال إلى العبارات التي تنسب فيها منع حدوث شيء ما لأسباب مختلفة كوجود الكلب أو البط أو لشخص معين أو تعزى الأمور إلى الله وشخص آخر معًا.

ووفقًا لما نقل عن ابن عباس -رضي الله عنه- في شرح قول الله تعالى: “فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون” فإن المراد بالأنداد هو الشرك الخفي أو ما يعرف بالشرك الأصغر.

الحلف بغير الله

يعد القسَم بغير الله مثل الحلف بالنبي (صلى الله عليه وسلم) أو بالكعبة الشريفة أو الحلف بالعزة والجاه أحد الأمور التي نبّه عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث أفاد بقوله إن من يقسم بغير الله يكون قد ارتكب الكفر أو الشرك.

ولذلك يجدر بالمؤمن أن يقسم فقط باسم الله سبحانه وتعالى ويذكر أن الرسول “عليه الصلاة والسلام” صادف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقسم بأبيه فنصحه بأن من يود الحلف فليقسم بالله أو ليمسك عن الكلام.

قول ما شاء الله وشئت

في حديث متصل عن ماهو الشرك الأصغر تعد هذه العبارة تعتبر شكلًا من أشكال الشرك الخفي ويستدل على ذلك بما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث نهى رجلًا قال له “ما شاء الله وأردت أنت” بقوله: (هل جعلتني معادلًا لله؟ بل قل: ما شاء الله لا شريك له)، وكذلك ما تواتر عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنه أوصى بعدم القول “ما شاء الله وشاء فلان” وإنما يجب أن يقال ما شاء الله ثم شاء فلان.

الرياء

يوصف الرياء كسلوك يبدو فيه الإنسان وكأنه يقصد وجه الله تعالى من خلال أعماله بينما الغاية الحقيقية هي استمالة الاعجاب والإطراء من الآخرين، على سبيل المثال قد يتبرع شخص للمسكين بغرض الحصول على مديح الناس وأن يقال عنه أنه ذو كرم ولقد نبه رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) الأمة إلى خطورة هذا السلوك، معبرًا عن مخاوفه من “الشرك الأصغر” وعرف بأنه الرياء عندما سئل عنه.

الشرك الأكبر

إحدى أبرز صور الوقوع في الإشراك بجلال الله هي وقوع الفرد في ذنب الشرك الجلي الذي يتجلى في إقامة شريك لله عز وجل في العبادة أو التسلط، مثل أن يقدس شيء من المخلوقات كالنيران أو الأجرام السماوية أو الشمس أو القمر، أشهر نماذج الشرك الجلي هي عبادة أصنام قبيلة قريش الكافرة وجزاء من يرتكب هذا الفعل هو انحرافه عن دين الإسلام.

ينبغي التوضيح أن من أشد أنواع الظلم وأعظم الذنوب هو الإشراك بالله وهو ما حذر منه النبي الكريم بشدة وذلك بجعل شريك لله تعالى في العبادات كما أن القرآن الكريم قد تضمن تحذيرات متعددة من هذا الفعل في عدة سور.

معنى الشرك

بموجب الشريعة يشير المصطلح إلى جعل شيء أو شخص مكافئ أو مساوٍ للذات الإلهية أو إشراكه مع الله تبارك وتعالى في العبودية، الربوبية أو الأسماء والصفات ولهذا السبب حرم الله عز وجل صنع الأصنام وقدم توجيهه بالقول: “لا تقيموا من دون الله أصنامًا وأنتم تدركون حقيقة توحيده”.

الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ماهو الشرك الأصغر؟ توجد فروقات متعددة بين الشرك الجليل والشرك اليسير من حيث عدد من المنظورات وذلك تبعًا لـ:

  • إن الشرك بأعظم صوره يعتبر سببًا للخروج من دين الإسلام وذلك لأنه يتعارض مع جوهر الإيمان بالتوحيد في المقابل الشرك الأدنى لا يؤدي بالضرورة إلى الردة عن الإسلام، لأنه لا يشكل معارضة لجوهر التوحيد ولكنه يتعارض مع الشكل التام للتوحيد.
  • يعتبر الشرك الأكبر ذنبًا لا يعفو الله عز وجل عنه إلا إذا تاب الفرد منه في حين أن الشرك الأصغر قد يكون محل عفو من الله عز وجل فإن توفي الإنسان وعليه من الشرك الأصغر، فمسألة مغفرته تخضع لإرادة الله سبحانه إذ يمكن أن يغفر له إن شاء أو ينزل عليه العقاب إن كان ذلك مشيئته.
  • إن الشرك العظيم يبطل الأعمال ولا يمكن أن تجدي نفعًا الصالحات في وجوده ولا تقبل الطاعات معه حتى وإن ازدادت بينما الشرك اليسير لا يُلغي الأعمال الصالحة وإذا ما تفاوتت الحسنات عن السيئات وتفوقت عليها، فإن صاحبها يدخل الجنة.
  • يؤدي الإشراك الكبير بالله إلى الوقوع في النيران والبقاء الدائم بها في حين أن الإشراك الصغير لا يقتضي الإقامة الأبدية في الجحيم قد يتلقى الشخص الذي يمارس الشرك الأصغر عقابًا في جهنم لكن نهايته ستكون في الفردوس.

قد يهمك أيضًا: العدد مليون نعبر عنه بالصيغة العلمية وتعريف العدد الصحيح

خطورة الشرك بالله

من المفترض بعد اطلاعنا على إجابة ماهو الشرك الأصغر ان نتعرف على مدى خطورة الشرك بالله عز وجل، فهناك العديد من الأدلة والمقتطفات التي تنبه إلى خطر الإشراك بالله عز وجل في القرآن الكريم والسنة المطهرة بسبب العقاب الشديد الذي يواجهه المشركون فإن هذه الخطيئة الكبرى تعد من أشنع الخطايا وأفظع الآثام عند الله وأقسى أنواع الجور إذ هي في حقيقتها إهانة لخالق السماوات والأرض نعوذ بالله منها.

أعلن الخالق العظيم والمتعالي أن الشخص الذي يقوم بعمل الشرك مع الله فإن عز وجل قد جعل الجنة محظورة عليه وأن مستقره سيكون النار وأن الذين يظلمون لن يجدوا من ينصرهم.

تحدث الخالق عز وجل في كتابه الكريم قائلًا: “إن الله سبحانه لا يعفو عن الإشراك في عبادته ولكن يصفح ويسامح في الذنوب الأخرى لأي شخص يختاره وأما الذي يعبد آخرين مع الله، فإنه بذلك قد ارتكب خطيئة كبيرة”.

صرح نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم) بأنه يجب عدم الإشراك بالله ولو تعرض الإنسان للقطع أو الحرق وأكد على ضرورة أداء الصلاة المفروضة وعدم تركها عن عمد مشيرًا إلى أن من يتعمد تركها يعتبر كأنه خارج عن ضمانة الإسلام وحذر من تناول الخمر معتبرًا إياها مصدرًا لكافة أنواع الشرور.

وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم الذي كان عن ماهو الشرك الأصغر بعد أن عرضنا لكم إجابة هذا السؤال كما تعرفنا على أنواع الشرك وما هي خطورته وكذلك الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر وغير ذلك.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *