الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ

ماهو الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ المذكور في القرآن الكريم يشير إلى معرفة الطرائق الصحيحة لتلاوة القرآن بالطريقة التي كان يلفظ بها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويعتبر التحلي بمثل هذه المعرفة وظيفة شخصية ملزمة لكل فرد من المؤمنين من الرجال والنساء بينما يعد اكتساب هذه المعرفة التجويدية واجبًا جماعيًا أي أنه إن قام بعض الأشخاص بتعلمه فيعفى الآخرين من هذه المهمة، وسوف نقوم في موقعنا بتقديم شرح للحكم التجويدي المرتبط بهذه الآية المباركة.

الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ

يعتبر الإدغام وأنواعه من الجوانب المهمة في علوم تجويد القرآن إذ يشمل الإدغام المتضمن للغنة والإدغام الخالي منها، بينما الإدغام الذي يتضمن الغنة يتعلق بأحكام النون الساكنة والتنوين ويتمثل في دمج حرفين معينين في حرف موحد والنطق بهما كأنهما حرف واحد فقط.

فيما يخص القلب فإنه عملية تغيير النون الساكنة إلى ميم مسكنة ويعلم أن حرف القلب هو الباء والذي يتخلله أحكام الهمزة والتنوين، وهناك العديد من الأمثلة المستشهد بها عن القلب والإدغام في القرآن العظيم وعن الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ فهذا يعتبر إدغامًا مع غنة.

شاهد أيضًا: العدد مليون نعبر عنه بالصيغة العلمية وتعريف العدد الصحيح

حكم التجويد

يعد دراسة أصول التجويد واجبًا جماعيًا بينما يشترط على كل مسلم ينوي تلاوة القرآن الكريم أن يقوم بتطبيقه ويعمل به واجبًا شخصيًا والبرهان على ذلك إشارة الله سبحانه وتعالى في قوله: “واقرأ القرآن بتأن وتعهد” والسبب وراء اعتبار تعلم التجويد واجبًا شخصيًا يمكن تلخيصه على النحو التالي:

يتفق مشايخ الدين الإسلامي على أن القرآن الكريم قد أوحي به إلى النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه وقد تلقاه بمراعاة قواعد التجويد، ولهذا فإن تعلم الأسلوب الدقيق لتلاوة القرآن الكريم كما أُوحي يعتبر من السنن المتوارثة.

يعد تلاوة القرآن الكريم بشكل صحيح حيث يتم الانتباه إلى دقة العبارات ومنح كل حرف حقه ومستحقه وفقًا لما ورد عن أئمة التلاوة، إضافة إلى الإتقان في الأداء بناءً على ما استلم من الرسول عليه الصلاة والسلام، يعد من العبادات التي تجزى عليها. 

إذا كان الأداء كاملًا ولا يشوبه نقصان يحظى المسلم بثواب وأجر يقول النبي عليه الصلاة والسلام: “مَنْ تَلَا حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ‘ألم’ حرف بل(أ) حر و(ل) حرف و(م) حرف”.

أحكام التجويد

في سياق حديثنا عن الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ نعرض فيما يلي أهم أحكام التجويد، وهي:

النون الساكنة والتنوين

النون الخالية من الحركات تعرف بالنون الساكنة مثلًا كلمات مثل (مِنْ) و (عَنْ) وبالنسبة للتنوين فهو إضافة نون ساكنة غير أساسية إلى نهاية الأسماء والتي تُلفظ دون أن تكتب كما في كلمة (رحيمًا).

تتنوع قواعد النون الساكنة والتنوين إلى أربعة أنواع رئيسية وهي: الإظهار كما في كلمة (منْ-آمن) والإدغام كما يرى في (منْ-يَّعمل) والقلب كمثل (منْ-بَعد) وأخيرًا الإخفاء الذي يظهر في “أنْصار”.

الميم الساكنة

الميم الخاملة هي التي لا تحمل أي من الحركات وتكون موقعها قبل أغلب حروف الأبجدية باستثناء الألف والواو والياء الطويلة، لأن ذلك يؤدي لالتقاء حرفي سكون يصعب نطقهما معًا ولها قواعد رئيسية أربع تتضمن: الإبراز بمثل: لكمْ في جنات والتستر بمثل: ترميهمْ بحجارة والإدماج بمثل: لكم ما اكتسبتم.

القلقلة

في سياق حديثنا عن الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ تعد القلقلة عبارة عن تشويش وتذبذب في الصوت عند نطق حرف معين بشكل يكسبه نغمة بارزة، وهذه الحروف تعد خمسة وتم تلخيصها في عبارة (قطب جد). 

درجات القلقلة تنقسم إلى ثلاث: الدرجة الأعلى تكون عندما يكون الحرف المقلقل ساكنًا ويتم التوقف عليه وهو مشدد مثال على ذلك كلمة الحقّ، الدرجة الوسطى تكون عندما يكون الحرف المقلقل ساكنًا لكن دون تشديد عند التوقف عليه مثل كلمة محيط أما الدرجة الأدنى فتكون عندما يقع الحرف المقلقل ساكنًا في وسط الكلمة مثال على ذلك كلمة خلقنا.

الهدف من التجويد

  • إتقان قراءة القرآن الكريم كما تم الإنزال به هو أمر أساسي، استجابة لما جاء في الأمر الإلهي بالتلاوة بتئن وتدبر: “وألقِ القراءة للقرآن بتمهّل”.
  • قراءة النصوص القرآنية بالطريقة التي تلت بها من لدن النبي، عليه الصلاة والسلام.
  • الحصول على المكافأة والمثوبة وتحقيق مرضاة الله.
  • تعد ممارسة التجويد طريقة للتفكر في معاني القرآن والعمل بمقتضاه حيث يقول الله عز وجل: “كتاب قد أُنزل إليكم مليء بالبركات لتتأملوا في آياته ولكي يتخذ الذين لديهم الفهم ذكرى”.

كيفية تعليم أحكام التجويد

في نطاق موضوعنا اليوم عن الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ  تعد دراسة قواعد التجويد وتعليمها من المسؤوليات الأساسية لكل مسلم نظرًا لأهميتها الكبيرة في تلاوة آي القرآن العظيم بطريقة صحيحة.

لذلك فإن اكتساب معرفة أحكام التجويد يعتبر حاجة ملحة وليس مجرد اختيار ومن الضروري تحديد وقت مخصص لتعلم هذه القواعد وإجادتها، فيما يخص الأسلوب الذي يتم به تعليم أحكام التجويد فإنه يتم ذلك على النحو التالي: 

  • يجب أن يعتاد القارئ على تأدية الأحرف بدقة في النطق وذلك من خلال تكرار القراءة الواعية التي تعطي كل حرف استحقاقه في التطويل إذا كان مطولًا والإدغام إذا اتحد بحرف آخر والقطع إذا كان يحتوي على همزة والوقف عند السكون إذا كان الحرف غير متحرك وتقديم الحركة الصحيحة إذا كان متحركًا وكذلك الإظهار والتبيين عندما يكون الحرف واضحًا للنطق.
  • تعلم كيفية النطق الصحيح للحروف: الاهتمام بتصحيح أماكن نطق الحروف يعتبر من العناصر الجوهرية في تعليم قواعد التجويد، هذا يضمن منح كل حرف خصائصه المميزة وإنصاف الحروف بالنسبة لمسائل كالتغليظ والترقيق والمماثلة والمقاربة.
  • الإنصات للقراء: يسهم الاستماع لتلاوة القرآن الكريم بأسلوب مجود ودقيق من قِبل المقرئين في تعميق فهم قواعد التجويد بشكل خاص إذا ما كرر المتعلم الأداء على منوال القارئ متبعاً نفس الأسلوب في التجويد.
  • تعلم قواعد التجويد نظريًا وتنفيذها على أرض الواقع يتطلب دراستها بعمق وشمولية من الجانب النظري وبعدها تطبيق تلك الأحكام بصورة عملية بأسلوب جلي ومنساب.

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم الذي كان عن الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بعد أن قمنا بعرض كافة ما يرتبط بذلك مثل تعرفنا على هذا الحكم التجويدي في هذه الآية الكريمة وكذلك أهمية علم التجويد وكيفية تعلمه.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *